** القسم الثاني من آداب الصوم وهي الآداب المستحبة فمنها
- السحور – وهو الأكل في آخر الليل – سمي بذلك لأنه يقع في السحر فقد أمر الني صلى الله عليه وسلم فقال : (( تسحروا فإن في السحور بركة )) متفق عليه ، وفي صحيح مسلم عن عمرو بن العاص رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ((فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر ))
وأثنى النبي صلى الله عليه وسلم على سحور التمر ، فقال : (( نعم سحور المؤمن التمر )) رواه أبوداود ، وقال صلى الله عليه وسلم (( السحور كله بركة فلا تدعوه ، ولو أن يجرع أحدكم جرعة من ماء ، فإن الله وملائكته يصلون على المتسحرين )) رواه أحمد وقال المنذري : اسناده قوي .
وينبغي للمتسحر أن ينوي بسحوره امتثال أمر النبي صلى الله عليه وسلم والاقتداء بفعله ليكون سحوره عبادة ، وأن ينوي به التقوي على الصيام ليكون له به أجر .
والسنة تأخير السحور مال يخش طلوع الفجر لأنه فعل النبي صلى الله عليه وسلم فعن قتادة رحمه الله عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن نبي الله صلى الله عليه وسلم وزيد بن ثابت تسحرا فلما فرغا من سحورهما قام نبي الله صلى الله عليه وسلم إلى الصلاة فصلى ، قلنا لأنس : كم كان بين فراغهما من سحورهما ودخولهما في الصلاة ؟ قال قدر ما يقرآ الرجل خمسين آية . رواه البخاري .
- ومن آداب الصيام المستحبة : تعجيل الفطر إذا تحقق غروب الشمس بمشاهدتها أو غلب على ظنه الغروب بخبر موثوق به – بأذان أو غيره – فعن سهل بن سعد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر )) متفق عليه
وقال صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل : (( إن أحب عبادي إلي أعجلهم فطرا )) رواه أحمد والترمذي
والسنة أن يفطر على رطب فإن عدم فتمر ، فإن عدم فماء لقول أنس رضي الله عنه : (( كان النبي صلى الله عليه وسلم يفطر قبل أن يصلي على رطبات ، فإن لم تكن رطبات فتمرات فإن لم تكن تمرات حسا حسوات من ماء )) رواه أحمد وأبوداود والترمذي .
- ومن آداب الصيام المستحبة : كثرة القراءة والذكر والدعاء والصلاة والصدقة وفي صحيح ابن خزيمة وابن حبان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( ثلاثة لا ترد دعوتهم : الصائم حتى يفطر ، والإمام العادل ، ودعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام وتفتح لها أبواب السماء ويقول الرب : وعزتي وجلالي ! لأنصرنك ولو بعد حين )) رواه أحمد والترمذي .
- ومن آداب الصيام المستحبة : أن يستحضر الصائم قدر نعمة الله عليه بالصيام حيث وفقه له ويسره عليه حتى أتم يومه واكتمل شهره فإن كثير من الناس حرموا الصيام إما بموتهم قبل بلوغه أو بعجزهم عنه أو بضلالهم وإعراضهم عن القيام به ، فليحمد الصائم ربه على نعمة الصيام التي هي سبب لمغفرة الذنوب وتكفير السيئات ورفعة الدرجات في دار النعيم بجواب الرب الكريم .